مصرع 27 شخصاً وعشرات آلاف المتضررين من فيضانات النيجر
مصرع 27 شخصاً وعشرات آلاف المتضررين من فيضانات النيجر
قضى 27 شخصًا في الفيضانات التي تسببت بها أمطار غزيرة في النيجر وتضرّر أكثر من 70 ألف شخص منذ يوليو، على ما قالت السلطات، السبت.
يتسبب موسم الأمطار بين يونيو وسبتمبر غالبًا بفيضانات مميتة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا ومعظم أراضيها صحراوية، بما فيها المناطق الشمالية القاحلة، وفق وكالة فرانس برس.
بحلول 18 أغسطس، أدّت الفيضانات إلى مصرع 27 شخصًا وإصابة 30 آخرين وألحقت أضرارًا بـ71136 شخصًا، حسب ما أعلنت وزارة العمل الإنساني.
وأشارت الوزارة إلى أن مناطق مارادي وزندر وتاهوا تضررت بشدة وأن 6530 منزلًا انهارت.
ونجت حتى الآن العاصمة نيامي التي يقطنها مليونا شخص والتي غالبًا ما تشهد فيضانات مميتة.
وأدّى موسم الأمطار العام الماضي إلى مصرع 195 شخصا وطال بتداعياته 400 ألف شخص.
تنسب مصلحة الأرصاد الجوية في النيجر الأمطار الموسمية إلى التغير المناخي الذي يضرب البلد منذ عدة سنوات.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".